المجلس



الدورة التاسعة عشرة بعد المائة

روما، 20 - 25/11/2000

حالة الأغذية والزراعة عام 2000

بيان المحتويات
 
الفقرات
أولا - الانتاج المحصولى والحيوانى 1 - 8
ثانيا - وضع الامدادات العالمية من الحبوب وتوقعاتها 9 - 25
ثالثا - حالات النقص الغذائى والطوارئ 26 - 30
رابعا - المساعدة الخارجية للزراعة 31 - 36
خامسا - تدفقات المعونة الغذائية وتكاليف واردات الحبوب فى البلدان النامية 37 - 38

أولا - الإنتاج المحصولي والحيواني

1 - تشير التقديرات الأولية إلى أن الإنتاج المحصولي والحيواني في العالم قد زاد بنسبة 1.6 في المائة في 1999. ويمثل ذلك تحسنا طفيفا عن معدل النمو الذي كان سائدا في 1998 على الرغم من أنه أقل مما كان عليه في 1996 و1997، فإنه يقترب من المتوسط البالغ 1.7 في المائة خلال الفترة 1990-1995. وزاد مجموع الانتاج المحصولي بنسبة 1.5 في المائة في حين ظل انتاج الحبوب دون تغيير بعد أن انخفض بنسبة 1 في المائة في 1998. ولم يزد الانتاج الحيواني إلاّ بنسبة 0.9 في المائة مقابل 2.7 في المائة في 1998. وتبين هذه التطورات، بدرجة كبيرة، الوضع في البلدان المتقدمة حيث انخفض انتاج الحبوب خلال العامين الأخيرين، ولم تحقق المحاصيل عموما سوى زيادة طفيفة في 1999 بعد أن انخفضت بنسبة 3.5 في المائة في 1998. غير أن البلدان النامية شهدت أيضا تباطؤا في معدل النمو الزراعي الذي انخفض عن 2 في المائة في 1999.

2 - وزاد الإنتاج الزراعي في الشرق الأقصى وأوسيانيا بنسبة 2.1 في المائة في 1999 حيث زاد زيادة طفيفة عن 1.8 في المائة في 1999 إلاّ انه يقل عن المعدل الذي يزيد على 4 في المائة الذي تحقق خلال الفترة ما بين 1990-1997.

3 - ففي الصين، أدى الجفاف الشديد وانخفاض المساحة المزروعة نتيجة للأسعار غير المواتية إلى تباطؤ النمو في الإنتاج الزراعي حيث وصل إلى 1.6 في المائة في 1999. وفي الهند، انتعش الإنتاج بعد تقلصه بنسبة 0.5 في 1998 وزاد بمعدل 4.4 في المائة في 1999، وأدت الأحوال الجوية الجيدة في الولايات المنتجة الرئيسية الى تحقيق محصول قياسي من القمح. وزاد الإنتاج في كمبوديا ولاو وماليزيا وميانمار، والفلبين وفيتنام بما يتجاوز 4 في المائة في 1999. وعلى الرغم من أن هذا المعدل قد عوض الإنتاج المنخفض أو السلبي في السنة السابقة في معظم البلدان، فقد كان ذلك بالنسبة للاو وعلى وجه الخصوص فيتنام استمرارا لفترة من النمو المرتفع المتواصل. وشهدت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية زيادة في الإنتاج تفوق 4 في المائة في عام 1999 وذلك للعام الثاني على التوالي. غير أن ذلك جاء بعد معدل انخفاض سنوي يبلغ نحو 4 في المائة فيما بين 1990 و1997. وحققت بنغلاديش وتايلند نموا بنسبة 2.9 و 2.3 في المائة على التوالي. واستقر الإنتاج الزراعي في إندونيسيا في 1999 بعد انخفاض بنسبة 2.4 و1.8 في المائة في 1997 و1998 على التوالي. وانخفض إنتاج باكستان بنسبة 0.8 في المائة في 1999 بعد أن زاد بنسبة 5.8 في المائة في 1998.

4 - وفي إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، تسبب الجفاف في انخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة 2.5 في المائة في 1999. ويتعرض الإقليم، وخاصة شمال أفريقيا، لتقلبات شديدة في الإنتاج الزراعي حيث كان عاما 1996 و1998 من أفضل السنوات من ناحية النمو، في حين شهد عاما 1997 و1999 انخفاضا في الإنتاج. وتعرض أكبر بلدين منتجين وهي تركيا وجمهورية إيران الإسلامية للجفاف وانخفض الإنتاج بنسبة 1.9 و5.4 في المائة على التوالي في 1999. كما أدت الأحوال الجوية المعاكسة إلى حدوث انخفاض شديد في الإنتاج في العراق والأردن والمغرب وسورية. ومن ناحية أخرى، سجلت تونس ومصر زيادات كبيرة في الإنتاج تصل إلى نحو 6 في المائة.

5 - ولم يزد الإنتاج الزراعي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلاّ بنسبة 2 في المائة في 1999 منخفضا بذلك عن معدل عام 1998 البالغ 3.9 في المائة. وحصدت بلدان السهل محصولا قياسيا من الحبوب للعام الثالث على التوالي في حين تضرر إنتاج شرق أفريقيا بشدة من الجفاف وعدم انتظام الأمطار في حين تعرضت بعض المناطق في جنوبي أفريقيا للأمطار المفرطة أو لموجات ممتدة من الجفاف. وزاد الإنتاج في نيجيريا التي تعد أكبر بلد منتج في الإقليم بنسبة 3.9 في المائة بعد أن سجلت زيادة بنسبة 8.9 في المائة في 1998. وسجلت معدلات نمو تزيد على 5 في المائة في كل من بينان وغينيا الاستوائية وغامبيا وغانا وليسوتو وملاوى وراوندا، وساو تومي وبرنشيبي والسنغال وسيشيل وزامبيا. غير أن الجفاف و/أو عدم انتظام الأمطار في الكثير من بلدان شرق أفريقيا أديا في 1999 إلى تعرض أكثر من 16 مليون نسمة، وخاصة الرعاة، لعجز غذائي شديد. وأسهمت الصراعات الأهلية أو الحرب في إحداث انخفاض شديد في الإنتاج في كل من أنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأريتريا وسيراليون.

6 - وارتفع معدل النمو في الإنتاج الزراعي في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي إلى 2.9 في المائة في 1999 بعد أن كان 1.6 في المائة في 1998. وشهدت كل من البرازيل وإكوادور والسلفادور وغويانا وبيرو زيادات بنحو 5 في المائة مما يشكل تحسنا كبيرا عما كان عليه الوضع في 1998 عندما تضرر الإنتاج من الكوارث الطبيعية التي وقعت في العديد من بلدان أمريكا الوسطى والجنوبية. وزاد إنتاج المكسيك الزراعي بأكثر من النسبة المتواضعة البالغة 2.2 في المائة في حين ركد الإنتاج في الأرجنتين بعد الزيادة الكبيرة البالغة 8.8 في المائة في 1998. وتقلص الإنتاج الزراعي في بوليفيا والجمهورية الدومينيكية وغواتيمالا وسورينام بنحو 5 إلى 10 في المائة، في حين انخفض بنسبة تقدر بأقل من 2 في المائة في شيلي وكولومبيا وهندوراس وأوروغواي.

7 - وشهدت البلدان التي تمر بمرحلة تحول زيادة بنسبة 1.2 في المائة في الإنتاج الزراعي في 1999 بعد انخفاض بنسبة 6.3 في المائة في العام السابق. ومن بين أكبر الدول المنتجة الثلاث، شهدت روسيا وأوكرانيا نموا يبلغ نحو 0.5 في المائة بعد التقلص الشديد في الإنتاج خلال العام السابق. وشهدت بولندا، من ناحية أخرى، انخفاضا في الإنتاج بنسبة 3.7 في المائة في 1999 بعد تسجيل معدل نمو قدره 7.2 في المائة في 1998. وتشير التقديرات إلى حدوث انخفاض شديد في انتاج كل من سلوفاكيا (-22 في المائة) والبوسنة (-21 في المائة) ويوغوسلافيا (-11 في المائة) ولاتفيا (-10 في المائة) وبلاروس (-8 في المائة) ومولدوفا (-8 في المائة) وطاجيسكتان (-7 في المائة) في حين حـــدث انخفاض يقل عن 5 في المائة في استونيا والمجر وسلوفينيا. وسجل نمو كبير، من ناحية أخرى، في بلغاريا وجمهورية التشيك وجورجيا وكازاخستان ورومانيا وتركمنستان وأوزبيكستان.

8 - وزاد الإنتاج الزراعي في البلدان المتقدمة التي لا تمر بمرحلة تحول بنسبة متواضعة تبلغ 1.1 في المائة في 1999 بعد النمو البطيء البالغ 1.6 في المائة و0.3 في المائة في 1997 و1998 على التوالي. ولم يزد الإنتاج الزراعي في الولايات المتحدة الأمريكية واستراليا واليابان والاتحاد الأوروبي إلاّ بنسبة تقل عن 1 في المائة في 1999. وسجلت جنوب أفريقيا وكندا نموا بمعدل 4 في المائة أو أكثر.




ثانيا - وضع الامدادات العالمية من الحبوب وتوقعاتها(1)
ألف - انتاج المزيد من الحبوب عام 2000 فى العالم

رغم الانخفاض الحاد فى انتاج العديد من البلدان

9 - من المنتظر أن يصل انتاج العالم من الحبوب عام 2000 الى 881 1 مليون طن (بما فى ذلك ما يعادله من الأرز المضروب)، أى يزيد بمقدار 6 ملايين طن أو بنسبة 0.3 فى المائة فوق مستوى انتاج 1999. ويتحدد الانتاج العالمى من القمح فى عام 2000 بمستوى 587 مليون طن، أو ما يقل على نحو هامشى (- 0.4 فى المائة) عن نظيره فى العام السابق. ومن المنتظر أن يبقى الرقم التجميعى لانتاج القمح فى آسيا على حاله دون تغيير يذكر مقارنة بمستواه فى العام الماضى. وعلى الرغم من أن حالات الجفاف الخطيرة قد أدت الى خفض حجم المحاصيل البعلية الرئيسية فى العديد من البلدان، بما فى ذلك جمهورية ايران الاسلامية والصين، الا أن أداء المحاصيل الرئيسية المروية كان جيدا. وفى أفريقيا، بات من المنتظر أن ينخفض انتاج القمح الى ما دون نظيره فى العام السابق بسبب استمرار حالة الجفاف فى البلدان المنتجة الرئيسية للقمح فى شمال الاقليم. وفى أوروبا، من المنتظر أن يزيد مجموع الانتاج زيادة حادة مقارنة بمستواه فى العام السابق، وذلك فى أعقاب توسيع مساحة الحقول المزروعة زيادة ملموسة فى بلدان الاتحاد الأوروبى. بيد أن من المنتظر أن تجنى بلدان أمريكا الجنوبية محاصيل أقل هذا العام نظرا لتقليص المساحات المزروعة. والمؤشرات الأولية مواتية فى النصف الجنوبى من الكرة الأرضية حيث من المنتظر أن تحقق بلدان أمريكا الجنوبية وأوسيانيا محاصيل بمستوى يزيد عن المتوسط.

10 - ومن المنتظر أن يصل انتاج العالم من الحبوب الخشنة الى 896 مليون طن، أى أن يزيد بمقدار 14 مليون طن أو بنسبة 1.6 فى المائة مقارنة بمستواه فى العام الماضى. ففى الولايات المتحدة الأمريكية، وهى أكبر بلد منتج فى العالم، بات من المنتظر أن يتحقق انتاج بمستوى قياسى وذلك بفضل ظروف النمو المواتية عموما وتوسيع مساحة الأراضى المزروعة. بيد أن من المنتظر أن يهبط مجموع الانتاج فى آسيا على نحو حاد بنسبة 9 فى المائة، وهو ما يعزى بالدرجة الأولى الى انخفاض شديد فى انتاج الصين من الذرة لأسباب تتعلق معظمها بحالات الجفاف. وفى أوروبا، من المنتظر أن يزيد انتاج الاتحاد الأوروبى من جميع أنواع المحاصيل الرئيسية من الحبوب الخشنة، الا أن ظروف الجفاف على نطاق واسع والتى استمرت خلال موسم الربيع، قد أضرت بالمحاصيل فى معظم بلدان أوروبا الشرقية والوسطى. وفى أمريكا الوسطى، تضررت محاصيل الموسم الأول 2000/2001، بسبب انحباس الأمطار خلال فترة نمو المحاصيل فى العديد من البلدان، وعلى ذلك، فمن غير المحتمل أن يزيد مستوى الانتاج فوق نظيره فى العام السابق. وفى بلدان أمريكا الجنوبية، استكملت عمليات جنى المحاصيل عام 2000، ومن المنتظر أن يسجل انتاج الذرة مستويات تزيد عن المتوسط فى العديد من هذه البلدان. وعلى العكس من ذلك، قد ينخفض مجموع انتاج أفريقيا الشمالية بنسبة تناهز 20 فى المائة مقارنة بمستواه المنخفض دون المتوسط المعتاد فى العام الماضى وذلك بسبب الأحوال المناخية غير المواتية. وفى أفريقيا الجنوبية، من المنتظر أن يحقق إنتاج عام 2000 من المحاصيل رغم تأخر جنيها بسبب الأمطار غير الموسمية التى هطلت فى شهر يونيو/حزيران، مستوى يزيد عن المتوسط، كما يزيد عن نظيره فى العام السابق بنسبة قد تصل الى 18 فى المائة على الأقل.

11 - ومن المتوقع لانتاج العالم من الأرز فى عام 2000 أن يصل الى ما يقدر بنحو 398 مليون طن (أو ما يعادل تقريبا 596 مليون طن من الأرز غير المضروب)، وبذلك ينخفض بنسبة 1.2 فى المائة عن نظيره فى العام السابق. ويستدل من المؤشرات الراهنة احتمال تقليص المساحات المخصصة لزراعة الأرز فى بعض البلدان، الأمر الذى يعكس تأثير السياسات الحكومية و/أو انخفاض مستوى الأسعار الدولية للأرز مقارنة بالمحاصيل البديلة. وفى آسيا، من المنتظر أن يهبط مجموع انتاج الاقليم من الأرز فى عام 2000 بنسبة 1.5 فى المائة أو بمقدار 8 ملايين طن ليصل الى 541 مليون طن. ومن المنتظر أيضا أن ينخفض انتاج الأرز فى الصين مقارنة بمستواه فى العام السابق لأسباب تعزى معظمها الى تقليص المساحات المزروعة. وفى أفريقيا، من المنتظر أن يماثل انتاج الأرز عام 2000 نظيره فى العام السابق نظرا لاستفادة عدد من بلدان الاقليم من الأمطار الموزعة توزيعا جيدا والتى هطلت على نحو منتظم. بيد أن المشاكل الأمنية مازالت تعيق الأنشطة الزراعية فى عدد كبير من بلدان الاقليم بما فى ذلك سيراليون، حيث بات من المنتظر أن يهبط انتاجها من الأرز. وفى الولايات المتحدة، من المنتظر أن يزيد متوسط غلة المحاصيل بنسبة تناهز 5 فى المائة مقارنة بمستواها فى العام الماضى، الا أن الزيادة المنتظرة لن تكفى لتعويض خفض المساحات المخصصة لزراعة الأرز بنسبة 10 فى المائة. وفى أوروبا، من المنتظر أن تكون ظروف الجفاف التى سادت فى الأجزاء الجنوبية من البرتغال واسبانيا أثناء موسم الغرس، قد أثرت تأثيرا سلبيا على مستويات الغلة بصفة عامة. وفى النصف الجنوبى من الكرة الأرضية وحوالى حزام خط الاستواء، تكاد تستكمل عمليات جنى محاصيل الموسم الرئيسى من الأرز هذا العام، وتشير التقديرات الأولية الى أن الانتاج سينخفض لأسباب تعزى بالدرجة الأولى الى تخفيض المساحات المزروعة.

باء - موسم تجارى نشيط آخر فى 2000/2001

12 - من المنتظر لحجم التجارة العالمية بالحبوب فى 2000/2001 أن يبقى مقاربا لنظيره الكبير نسبيا فى العام السابق بحدود 232 مليون طن. ومن المنتظر أن يصل حجم التجارة العالمية بالقمح ودقيق القمح (بما يعادله من الحبوب) فى 2000/2001 (يوليو/تموز - يونيو/حزيران) الى 107.5 مليون طن، أى أن يزيد على نحو طفيف فوق مستوى نظيره فى العام السابق، مسجلا بذلك أعلى مستوى على الاطلاق، بما يعكس بالدرجة الأولى الزيادة الكبيرة فى واردات البلدان النامية. ففى آسيا، من المنتظر أن تعود الصين (الجزء القارى) الى الأسواق الدولية للقمح هذا العام بصفتها أكبر مشتر للقمح، وذلك يعزى الى انخفاض مستوى انتاجها. وفى أفريقيا، قد يزيد مجموع واردات الاقليم لأسباب تعزى بالدرجة الأولى الى زيادة حجم الشحنات الموجهة الى أفريقيا الشمالية، حيث أدى الجفاف الى تخفيض الانتاج، وأدى الى زيادة كبيرة فى حجم الطلب الاستيرادى فى بعض البلدان مثل الجزائر والمغرب. أما مجموع واردات أوروبا فمن المنتظر أن تكون بدرجة أقل هذا العام لاسيما نظرا للانخفاض الحاد فى واردات الاتحاد الروسي. ومن المنتظر أن تزيد على نحو طفيف واردات بلدان أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى مقارنة بمستواها في العام السابق، الأمر الذى يعزى بالدرجة الأولى الى قوة الطلب فى البرازيل.

13 - ومن المنتظر أن تكفي الكميات الجاهزة للتصدير من القمح ولاسيما فى البلدان المصدرة الرئيسية بفارق كبير لتلبية الطلب المتوقع. وفى حين قد يؤدى انخفاض الامدادات المتاحة للتصدير فى عدد كبير من بلدان أوروبا الشرقية والوسطى الى تخفيض الكميات المعدة للتصدير من هذه البلدان، فقد تزيد على نحو ملموس شحنات الولايات المتحدة من بين البلدان المصدرة الرئيسية. ومن المنتظر أن تحافظ البلدان المصدرة الرئيسية الأخرى أو تزيد من حجم صادراتها على نحو طفيف.

14 - وقد يصل حجم التجارة العالمية بالحبوب الخشنة فى 2000/2001 (يوليو/تموز - يونيو/حزيران) الى 101.5 مليون طن. أى أن يزيد على نحو طفيف مقارنة بمستواه فى العام السابق. وتحدد حجم صادرات الذرة، وهو أكبر محصول تجارى من بين الحبوب الخشنة، بمستوى زيد على 70 مليون طن، أى أنه لم يتغير عما كان عليه فى العام السابق. وبالمثل، بات من المتوقع أن تبقى واردات الذرة الرفيعة عند مستواها فى العام السابقة بحدود 8 ملايين طن. أما بالنسبة للشعير، فان من المتوقع لوارداتها أن تتجاوز مستوى 19 مليون طن، أى أن تزيد بمقدار 000 500 طن عما كانت عليه فى الموسم السابق.
15 - وفى آسيا، سيحافظ الاقليم على نصيبه فى حجم التجارة العالمية بحدود 55 فى المائة، وهو ما يعزى الى استمرار الطلب القوى على الشعير من جانب المملكة العربية السعودية، وعلى الذرة فى الشرق الأقصى، وكذلك الاحتياجات الضخمة لجمهورية ايران الاسلامية هذا العام من الذرة والشعير. وفى أفريقيا، من المنتظر أن يزيد مجموع واردات الاقليم الى ما فوق وارداته الكبيرة فى العام الماضى لتصل الى أعلى مستوى لها حتى الآن بحدود 15 مليون طن. ونظرا لانخفاض حجم محاصيل أفريقيا الشمالية هذا العام بدرجة كبيرة، فقد بات من المنتظر أن تزيد واردات كل من المغرب ومصر زيادة حادة. وفى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، قد تزيد عدة بلدان من حجم وارداتها هذا العام لأسباب تعزى الى نقص الامدادات المحلية من المحاصيل. ومن بين بلدان أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى، بات من المنتظر أن تنخفض مشتريات المكسيك والبرازيل. ويعزى توقع انخفاض الواردات بالدرجة الأولى الى جنى محاصيل محلية وفيرة. وفى أوروبا، من المتوقع أن يبقى مجموع واردات الاقليم عند مستواه فى العام السابق. وفى حين من المنتظر أن تبقى واردات الاتحاد الأوروبى عند مستواها فى العام السابق، الا أن من المحتمل أن يؤدى انخفاض المحاصيل هذا العام فى العديد من بلدان أوروبا الشرقية والوسطى الى استيراد كميات أكبر. وعلى العكس من ذلك، قد يؤدى تحسن توقعات المحاصيل الى هبوط حاد فى واردات الاتحاد الروسى.

16 - وفيما يخص صادرات الحبوب الخشنة، فان الامدادات الوفيرة من الذرة المتاحة هذا العام لدى الولايات المتحدة الأمريكية ستعوض وتزيد فوق مستوى أى انخفاض حاد قد تتعرض له الكميات المعدة للتصدير فى كل من الصين والمجر بسبب الانخفاض المتوقع فى مستوى انتاجيهما. ومن المنتظر أيضا توجيه شحنات أكبر لكل من الأرجنتين وكندا وجمهورية جنوب أفريقيا، فى حين ستبقى على حالها دون تغيير كما كانت فى العام السابق شحنات كل من استراليا والاتحاد الأوروبى.

17 - ويتحدد حجم التجارة العالمية بالأرز فى 2000 (ومعظمها مازال متأثرا بانتاج 1999) بمستوى 22.4 مليون طن، وهو رقم يقل بنسبة تقارب 11 فى المائة دون نظيره فى 1999، ويعكس المحاصيل الوفيرة التى جناها عدد كبير من البلدان المستوردة الرئيسية. وفيما يخص عام 2001، بات من المقدر على نحو مؤقت أن يزيد حجم التجارة العالمية بالأرز زيادة طفيفة فوق مستواه هذا العام ليصل الى 23 مليون طن. ومن المحتمل أن تواصل اندونيسيا وضعها كأكبر مستورد للأرز فى العالم، كما كانت عليه خلال السنوات الثلاث الماضية، فى حين تبقى جمهورية ايران الاسلامية والفلبين والبرازيل من الأسواق المهمة جدا للأرز. ومن المنتظر أن تزيد واردات العراق زيادة كبيرة لتعويض انتاجها المنخفض من الأرز بسبب الجفاف.

18 - ومن المتوقع، فيما يتعلق بالصادرات، من المتوقع أن توسع كل من تايلند وفيتنام، وهما من كبار مصدرى الأرز حجم صادراتهما فى 2001 بنسبة 7 فى المائة و5 فى المائة على التوالى، فى حين من المنتظر لشحنات الولايات المتحدة الأمريكية أن تبقى فى مستوى يماثل صادراتها المتوقعة للعام الحالى. أما مستوى مبيعات الصين من الأرز، وكانت هي المصدر الرئيسي للامدادات خلال السنوات الثلاث الماضية، فسيعتمد الى حد كبير على مستوى المخزونات التى تريد الاحتفاظ بها نظرا لاحتمال أن ينخفض انتاجها من الأرز بنسبة 5 فى المائة أو ما يقدر بـ 9 ملايين طن.

جيم - زيادة طفيفة فى استخدام الحبوب فى 2000/2001

19 - بات من المنتظر لاستخدامات الحبوب فى العالم أن تتوسع على نحو هامشى (بنسبة تقارب 5 فى المائة) فى 2000/2001 لتصل الى 1900 مليون طن، الا أنها ستبقى دون مستوى الاتجاه بمقدار يناهز 13 مليون طن أو بنسبة 0.7 فى المائة. ومن المنتظر أن يعزى الجزء الأكبر من هذه الزيادة الى استهلاك الأغذية بمعدلات أعلى ولاسيما فى بلدان رابطة الدول المستقلة. ومع ذلك قد ينخفض استهلاك الحبوب في العديد من البلدان الأخرى ولاسيما تلك التي تأثرت بسبب نقص الإنتاج هذا العام. والى جانب المشكلات المستمرة في افريقيا، قد ينجم عن الجفاف الحاد في بعض أجزاء آسيا حالات نقص خطيرة في توافر الأغذية في العديد من البلدان المتضررة.

20- ومن المنتظر أن يزيد على نحو هامشي في 2000/2001 استخدام الحبوب علفا للحيوانات، الأمر الذي يعزى في أغلب الحالات إلى استمرار نمو الأسواق في بلدان أمريكا اللاتينية وفي المجموعة الأوروبية، في حين قد تؤدي الظروف غير المواتية للأسواق إلى تباطؤ استخدام الأعلاف في العديد من بلدان رابطة الدول المستقلة. وفي البلدان الآسيوية الواقعة في الشرق الأقصى، من المنتظر أن يزيد على نحو طفيف مجموع الاستخدامات من الأعلاف، بما يعزى بالدرجة الأولى إلى الانتعاش الاقتصادي التدريجي في هذه البلدان. وفي الولايات المتحدة من المنتظر أن يؤدي المحصول الوفير المتوقع من الذرة هذا العام إلى زيادة استخدام الذرة علفا للحيوانات، بحيث يصل إلى رقم قياسي جديد. بيد أنه نظرا للهبوط المحتمل في استخدام القمح علفا، فإن مجموع هذه الاستخدامات في الولايات المتحدة قد يبقى كما كان في 1999/2000 أي دون تغيير يذكر.

دال - توقع هبوط مستوى المخزونات العالمية من الحبوب واحتمال زيادة المخزونات

المتاحة لدى البلدان المصدرة الرئيسية

21- من المنتظر أن تصل المخزونات العالمية من الحبوب لدى نهاية المواسم المحصولية في 2001 إلى 320 مليون طن، وهو رقم يقل بمقدار 22 مليون طن أو بنسبة 6 في المائة دون مستوى المخزونات في بداية المدة. وعلى مستوى التوقعات الراهنة فإن نسبة المخزونات العالمية المرحلة من الحبوب إلى اتجاه الاستخدام في 2001/2002 سيصل إلى 16.5 في المائة أو ما يقل على نحو طفيف دون نسبة 17 إلى 18 في المائة التي تعتبرها أمانة المنظمة بمثابة الحد الأدنى الضروري للحفاظ على الأمن الغذائي العالمي. وعلى الرغم من احتمال أن ينخفض مجموع مخزونات الحبوب على الصعيد العالمي هذا الموسم إلا أن عددا من المؤشرات يوحي بأن المخزونات المتاحة لدى البلدان المصدرة الرئيسية كافية لتلبية أية زيادة غير متوقعة في الطلب العالمي على الحبوب هذا العام. ومن المنتظر أن يزيد الرقم التجميعي للمخزونات المتاحة من الحبوب لدى البلدان المصدرة الرئيسية للقمح والحبوب الخشنة والأرز هذا الموسم بمقدار 8 ملايين طن على الأقل لتصل إلى 156 مليون طن، وذلك على الرغم من انخفاض مخزونات الصين وهي من البلدان المصدرة الرئيسية للأرز في العالم. وعموما، فإن التوسع المحتمل في مخزونات الحبوب لدى البلدان المصدرة الرئيسية قد يرفع نصيبها بنسبة تقارب 49 في المائة من المجموع العالمي، مقارنة بنسبة 43 في المائة في الموسم السابق.

هاء - توقع استمرار ضعف أسعار الحبوب

22- ظلت الأسعار الدولية للحبوب ضعيفة منذ بداية المواسم التسويقية الجارية، الأمر الذي يعزى في معظم الحالات إلى استمرار توافر إمدادات كبيرة جاهزة للتصدير في عدد كبير من البلدان. وتجلى الضغط النزولي على الأسعار ولاسيما بالنسبة للأرز، نظرا لتوقع جني محاصيل وفيرة في الولايات المتحدة.

23- وفي أغسطس آب سجل متوسط سعر تصدير الذرة الأمريكية 76 دولارا للطن، أو ما يقل بنحو 16 دولارا للطن دون مستوى نظيره في أغسطس/آب 1999. ومع اقتراب موسم جني محاصيل الذرة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فإن الضغط النزولي على أسعار الأرز قد يستمر على الأقل حتى شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2000، ما لم تحدث زيادة مفاجئة أو غير متوقعة في مستوى الطلب العالمي.

24- ومازالت الأسعار الدولية للقمح عند مستوياتها المنخفضة في العام الماضي. وبلغ متوسط سعر القمح الأمريكي نمرة 2 (الأحمر الصلب الشتوي فوب) 115 دولارا للطن في شهر أغسطس/آب أو ما يعادل تقريبا نظيره في أغسطس/آب 1999. بيد أن من المنتظر أن تبدأ أسعار القمح بالارتفاع نظرا لقرب من استكمال عملية جنى محاصيل القمح في عدد كبير من البلدان المنتجة المهمة ولأن توقعات الطلب قوية نسبيا. بيد أن هذا الارتفاع قد يكون محدودا ولاسيما بالنسبة للقمح متدني النوعية، وذلك نظرا لوجود إمدادات وفيرة هذا العام من الأرز ولأن المزيه السعرية للذرة كبيرة (بحدود 20 دولارا للطن) مقارنة بأسعار القمح المتدني النوعية (أي الذي يستعمل علفا).

25- وما زالت الأسعار الدولية للأرز ضعيفة نسبيا الأمر الذي يعكس وجود فائضا من الإمدادات في الأسواق الدولية مقارنة بالطلب الاستيرادي ولوصول إمدادات من المحاصيل الجديدة في أسواق بعض البلدان. وفي أغسطس /آب بلغ متوسط السعر الإشاري لصادرات الأرز لدى المنظمة (1982- 1984=100) 95 نقطة فقط أي أنه هبط بمقدار نقطة واحدة عما كان عليه في شهر مايو/أيار و21.نقطة دون مستواه في أغسطس/آب 1999. أما فيما يتعلق بالفترة المتبقية من العام وعلى افتراض عدم حدوث ارتفاع مفاجئ في العرض و/أو الطلب فإن من المنتظر أن تبقى الأسعار الدولية للأرز ضعيفة.

ثالثا - حالات النقص الغذائى والطوارئ

26 - فى نهاية أغسطس/آب 2000، بلغ عدد البلدان النامية التى تواجه صعوبات غذائية خطيرة 36 بلدا(2) فى جميع أنحاء العالم، بالمقارنة مع 32 بلدا فى فبراير/شباط 2000.

27 - وفى أفريقيا الشرقية تشير التقديرات حاليا الى أن عدد السكان الذين فى حاجة عاجلة الى المساعدات الغذائية من جراء الجفاف، يبلغ زهاء 20 مليون شخص. وفى كينيا، زاد الجفاف الذى ساد الموسم الحالى من تفاقم الندرة الحادة، بالفعل، فى المياه والمراعى، مما ترتبت عليه خسائر فادحة فى الثروة الحيوانية. ويقدر الآن أن قرابة 3ر3 مليون شخص فى حاجة عاجلة الى المساعدات الغذائية. وفى ارتيريا، ترتب على تصاعد حدة النزاع الحدودى مع اثيوبيا المجاورة خلال شهرى مايو/أيار - يونيو/حزيران 2000، وما رافقه من نزوح السكان على نطاق واسع، تفاقم أوضاع الامدادات الغذائية الشحيحة التى تواجهها البلاد من جراء حالة الجفاف والحرب. وتشير التقديرات الآن الى أن عدد النازحين يزيد على 1.5 مليون نسمة، أو قرابة النصف من مجموع السكان. وفى اثيوييا، وفى ظل فشل محاصيل موسم البلج الثانوى، زاد عدد المحتاجين الى المساعدات الغذائية الى نحو 10.2 مليون من السكان. وفى الصومال، يقدر أن 000 750 شخص هم فى حاجة الى المساعدات، كما تفيد التقارير بتزايد معدلات سوء التغذية الخطيرة. وفى كل من السودان وتنزانيا وأوغندا وجيبوتى، وعلى الرغم من استقرار أوضاع الامدادات االغذائية عموما، فان نحو 3.7 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الغذائية بسبب الخسائر فى المحاصيل الناجمة عن الجفاف و/أو الاضطرابات المدنية. ويعوق انعدام الأمن عمليات توزيع معونة أغذية الطوارئ فى بوروندى، فى حين أن هناك قرابة 000 700 شخص، بما فيهم النازحون والمتأثرون بالجفاف وغيرهم من الفئات المعرضة لنقص الأغذية، سيظلون معتمدين على معونة أغذية الطوارئ حتى عام 2001. وفى رواندا، مازالت بعض أجزاء البلاد تعانى من حالات نقص الأغذية، وعلى الأخص فى المحافظات الشمالية الغربية. وفى غرب أفريقيا، تظل سيراليون تعانى من حالات نقص الأغذية، حيث أدى تصاعد نشاط المتمردين خلال مايو/أيار -يونيو/حزيران، الى توقف الانتاج الزراعى فى فترة الزراعة الحرجة، فى حين تظل تأثيرات الاضطرابات الأهلية السابقة تعوق من الانتاج فى ليبيريا. وفى وسط أفريقيا، وعلى حين تحسنت الأوضاع الانسانية فى جمهورية الكونغو، فان استمرار الاضطرابات فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، أسفر عن نزوح أعداد هائلة من السكان واختلال خطير فى الانتاج الزراعى. ويظل انعدام الأمن عائقا أمام استمرار المساعدات الانسانية. وفى أفريقيا الجنوبية، أدى تصاعد القتال فى أنغولا فى الآونة الأخيرة، الى مزيد من نزوح السكان. ويحتاج نحو 1.9 مليون شخص الى معونة غذائية طارئة، ولكن هناك ما يصل الى 2.8 مليون شخص ممن هم فى حاجة الى نوع أو آخر من المساعدات الانسانية. وفى موزامبيق، انتهت عمليات توزيع الأغذية المجانية على السكان المتضررين بالفيضانات، الاّ أن هناك زهاء 000 172 شخص مازالوا فى حاجة الى المساعدة من خلال مشروعات الغذاء مقابل العمل. ولاتزال هناك حاجة الى مساعدات على نطاق كبير لأجل احياء البنى الأساسية التى تهدمت. كما أن هناك حاجة الى مساعدات الاغاثة والاحياء فى مدغشقر التى تعرضت لدمار شديد من جراء ثلاثة أعاصير متعاقبة هذا العام.

28 - وفى العديد من البلدان الآسيوية، أدى الجفاف والسيول التى أعقبته، الى نزوح الآلاف من السكان ودمرت المحاصيل، أو أضرت بها، وتسببت فى حالات نقص غذائي موضعية. وفى الهند، وفى أعقاب الجفاف الخطير فى أوائل هذا العام والذى أضر بعدد من الولايات الغربية والجنوبية، تسببت السيول التى حدثت مؤخرا فى ولاية هيماشال برادش فى الشمال، فى موت 150 شخصا على الأقل وخلفت الكثيرين بلا مأوى. وأحدثت الأمطار الغزيرة والطوفان المحلى دمارا شديدا فى شمال شرق ولايات بيهار، غرب البنغال، وأسام وولاية أندرا براديش فى الجنوب. وكانت ولاية أسام الأشد تضررا، حيث يقدر أن زهاء 2.5 مليون شخص باتوا بلا مأوى. وفى الصين، قضى الجفاف الشديد وهو الأسوأ من نوعه منذ عشرات السنين، على المحاصيل وأدى الى حدوث حالات نقص واسعة النطاق فى المياه فى الأجزاء الشمالية. وتبدو التوقعات المبكرة لانتاج الحبوب الغذائية غير مواتية فى جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية إثر الأمطار المتقطعة ودون المعدل المعتاد خلال الفترة السابقة للموسم الزراعى لعام 2000. ويأتى هذا فى أعقاب الأمطار دون المتوسط خلال عام 1999. كذلك تظل أوضاع الامدادات الغذائية خطيرة بالنسبة للآلاف من أسر الرحل فى منغوليا، التى عانت فى مستهل العام أسوأ مناخ شتوى منذ 30 عاما، راح ضحيته أكثر من 1.5 مليون رأس من الثروة الحيوانية. وفى تيمور الشرقية، تحسنت أوضاع الامدادات الغذائية مع حصاد محاصيل الذرة والأرز لهذا العام، ولكن البلاد لاتزال فى حاجة الى مساعدات غذائية. وفى الشرق الأدنى، عانت جمهورية ايران الاسلامية أسوأ جفاف عرفته البلاد منذ عهود، ألحق أبلغ الأضرار بالزراعة والثروة الحيوانية. ولاتزال أفغانستان المجاورة ترزح تحت وطأة تأثيرات السنة الثانية، على التوالى، من الجفاف الشديد، ويفاقم منها استمرار الصعوبات الاقتصادية وانعدام الأمن. ولايزال السكان المتضررين من الجفاف فى كل من العراق والأردن وسورية، فى حاجة الى المساعدات. وعانت العديد من بلدان رابطة الدول المستقلة من حالة جفاف خطير منذ مستهل الربيع. وكانت أشدها تضررا هى أرمينيا، جورجيا وطاجيكستان، حيث عمق الجفاف من المشكلات الاقتصادية المزمنة. ومن المتوقع أن يشهد حصاد الحبوب لعام 2000 فى هذه البلدان، انخفاضا حادا، حيث وجهت البلدان الثلاثة نداءات لتقديم مساعدات دولية. ويظل السكان المعرضون لنقص الأغذية فى أذربيجان فى حاجة الى المساعدات.

29 - وفى أمريكا اللاتينية، ونتيجة التأثيرات الحادة الناشئة عن الكوارث الطبيعية فى السنوات الأخيرة (ظاهرة النينيو، اعصارى "جورج" و"ميتش" وغيرهما)، لاتزال المساعدات تقدم لكل من كوبا، السلفادور، غواتيمالا، هندوراس، نيكاراغوا، وفنزويلا. وتحتاج هايتى الى معونة غذائية نتيجة المشكلات الاقتصادية المزمنة.

30 - وفى أوروبا، تظل المساعدات الغذائية ضرورية للسكان المعرضين لنقص الأغذية فى منطقة البلقان، وعلى الأخص فى يوغوسلافيا. وفى الاتحاد الروسى، فان السكان النازحين والأسر المضيفة لهم فى انغوشيتيا، اضافة الى العائدين الى الشيشان، يحتاجون للمساعدات للبقاء على قيد الحياة.

رابعا - المساعدة الخارجية للزراعة

31 - إثر الانخفاض الهام منذ منتصف الثمانينات وحتى النصف الأول من التسعينات، زادت الالتزامات من المساعدة الانمائية الرسمية للتنمية الزراعية (بأسعار 1995 الثابتة)، وذلك لثلاث سنوات متعاقبة خلال الفترة 1996-1998 (أنظر الجدول). وبحلول 1998، وهى آخر سنة تتوافر عنها بيانات كاملة، بلغ مجموع هذه الالتزامات قرابة 14 مليار دولار. بيد أن هذا الرقم يقل، مع ذلك، بنسبة 6 فى المائة عن مستويات 1990، وأكثر من 30 فى المائة عن مستوياته فى منتصف الثمانينات (عندما تجاوزت المساعدة الانمائية الرسمية للزراعة 20 مليار دولار بالأسعار الثابتة).

الجدول : المساعدة الخارجية للزراعة

  اجمالى الالتزامات من الجهات المتبرعة
(بملايين الدولارات)
السنة بالأسعار الحالية بأسعار 1995
  ثنائية متعددة الأطراف الاجمالى متعددة الأطراف ثنائية الاجمالى
1990 5.372 8467 13839 5783 9114 14897
1991 4196 8186 12383 4616 9006 13622
1992 5264 7539 12803 5624 8055 13678
1993 4083 6036 10120 4635 6852 11487
1994 3967 7996 11963 4407 8884 13292
1995 4791 6732 11522 4791 6732 11522
1996 5203 6539 11742 5403 6790 12193
1997 4260 8080 12340 4733 8978 13711
1998* 4323 7993 12316 4906 9073 13980

* تقديرات مبدئية
المصدر: منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية

32 - وكان مصدر معظم الزيادة العامة فى التزامات المساعدة الانمائية الرسمية للزراعة فى السنوات الأخيرة، الجهات المتبرعة متعددة الأطراف، وعلى الأخص البنك الدولى. وفى عام 1998 تجاوزت الالتزامات متعددة الأطراف مبلغ 9 مليارات دولار بالأسعار الثابتة 1995 لعام، أى بأكثر من نسبة الثلث عن مستوياتها المنخفضة فى 1995، ولكنها تظل دون مستوى 1990.

33 - ولم تظهر الالتزامات من الجهات المتبرعة الثنائية، وأساسا بلدان لجنة مساعدات التنمية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادى والتنمية، أى اتجاه اضح، حيث تراوحت قرابة متوسط سنوى يبلغ 5 مليارات دولار بأسعار 1995 الثابتة، خلال فترة التسعينات. وساهمت اليابان، وهى الجهة المتبرعة الأولى من بين أعضاء لجنة مساعدات التنمية، بمبلغ 853 1 مليون دولار فى 1998 (نحو 43 فى المائة من مجموع التزامات المساعدة الانمائية الرسمية). وساهمت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، وتحتلان المرتبة الثانية والثالثة على قمة الجهات المتبرعة، بمبلغ 455 مليون دولار و380 مليون دولار، على التوالى، فى 1998.

34 - وخلال التسعينات، كانت نسبة الالتزامات الميسرة من المساعدة الانمائية الرسمية للزراعة تتراوح بين 70-75 فى المائة فى معظم السنوات. وفى 1998، هبطت هذه النسبة الميسرة من الاجمالى، الى نحو 65 فى المائة. وتعكس هذا التغييرات فى شروط المساعدة الانمائية الرسمية متعددة الأطراف، نظرا لأن الالتزامات الثنائية تمنح كلها تقريبا بشروط ميسرة.

35 - واتجهت تدفقات المساعدة الانمائية الرسمية بتعريفها "الضيق" الى تراجع أهميتها النسبية فيما يتصل بالأنشطة الزراعية فى تعريفها "الواسع"(3). والواقع أن المفهوم "الضيق" لم يجذب أكثر من 60 فى المائة من اجمالى المساعدة الانمائية الرسمية فى 1998، بالمقارنة مع 75 فى المائة فى 1980. ويعكس هذا التحول فى التركيز، بصورة رئيسية، زيادة الدعم المقدم للأنشطة "الزراعية الواسعة"، مثل حماية البيئة، والتنمية الريفية/والبنى الأساسية. وحصلت حماية البيئة، على وجه الخصوص، على أكثر من 10 فى المائة من جميع التزامات المساعدة الانمائية الرسمية فى 1998، بالمقارنة مع أقل من 5 فى المائة فى أوائل التسعينات. ويظل قطاعى تنمية الأراضى والمياه، ضمن اطار التعريف "الضيق" متلقيين هامين للمساعدة الخارجية خلال العشر سنوات، الاّ أن البحوث والتدريب والارشاد اكتسبت أرضية هامة فى 1998 مقارنة مع الأنشطة الأخرى.

36 - ويظهر التوزيع الاقليمى للمساعدة الانمائية الرسمية للزراعة: تدفقات مستقرة نسبيا من الأموال الى آسيا، وهى أكبر اقليم مستفيد منها (نحو 45 فى المائة من الاجمالى خلال الثمانينات)، مستويات متفاوتة من المساعدة الانمائية الرسمية الى أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبى، مع بعض الزيادة فى الالتزامات لهذا الاقليم فى الفترة 1997-1998، زيادة التدفقات الى البلدان الأوروبية والبلدان التى تمر اقتصادياتها بمرحلة تحول، وانخفاض ملحوظ فى مستوى المساعدة المقدمة لأفريقيا، سواء بالأرقام المطلقة أو بالمقارنة مع الأقاليم الأخرى. وحصلت أفريقيا، بالأسعار الثابتة على 513 4 مليون دولار فى 1990 (30 فى المائة من المساعدة الانمائية الرسمية لجميع الأقاليم) بيد أنها لم تتلق أكثر من 893 2 مليون دولار، فى 1998 (21 فى المائة من اجمالى المساعدة الانمائية الرسمية).

خامسا - تدفقات المعونة الغذائية وتكاليف واردات الحبوب الى البلدان النامية(4)

37 - تضع تقديــرات المنظمـة الأولى لشحنات المعونة الغذائية العالمية من الحبــــوب خـــلال الفترة 2000-2001

(يوليو/تموز - يونيو/حزيران)، فى حدود 9.5 مليون طن، أى تقل 5 فى المائة عن تقديرات الفترة 1999-2000 البالغة 10 ملايين طن. ويعزى الانخفاض المتوقع، فى معظمه، الى الانخفاض المحتمل فى الشحنات الى الاتحاد الروسى بالنظر الى تحسن آفاق الانتاج فى هذا البلد للعام الحالى. وبلغ مجموع شحنات الحبوب من المعونة الغذائية الى الاتحاد الروسى، فى الموسم السابق، 2.54 مليون طن، بزيادة 000 500 طن عن موسم 1997/1998. واجمالا، حصلت 5 بلدان على أكثر من نسبة النصف من مجموع الشحنات فى 1999/2000؛ وشملت هذه البلدان الاتحاد الروسى (2.5 مليون طن)، اثيوبيا (1ر1 مليون طن)، بنغلاديش (000 965 طن)، جمهورية كوريـــا الديمقراطيــة الشعبية (000 712 طن) واندونيسيا (000 439 طن). وتقاسمت البقية 87 بلدا و/أو اقليم فى جميع أنحاء العالم. وكانت أكبر الجهات المتبرعة فى موسم 1999/2000، هى الولايات المتحدة الأمريكية. اذ ارتفعت كميات شحنات الحبوب من المعونة الغذائية الى أكثر من 6ر6 مليون طن، بزيادة 000 300 طن عن الموسم السابق، وهو أعلى رقم لها منذ موسم 1993/1994. وكانت الشحنات من الجهات المتبرعة الرئيسية الأخرى (أى استراليا، كندا، المجموعة الأوروبية، النرويج، سويسرا واليابان) مماثلة عموما لمستوياتها فى العام السابق.

38 - واستنادا الى توقعات اجمالى الواردات فى 2000/2001، وبالأخذ فى الحسبان آفاق المعونة الغذائية من الحبوب وتوقعات الأسعار خلال موسم 2000/2001، ينتظر أن تصل تكاليف واردات الحبوب الى البلدان النامية، الى ما يناهز 22 مليار دولار، أى بزيادة مليار دولار عن العام الماضى، ولكنها تقل كثيرا عن المستويات العالية التى شهدتها خلال الفترة بين 1994 و1997، عندما زادت أسعار الحبوب عن مستوياتها فى السنوات الأخيرة. وبالنسبة لبلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض، يقدر أن يبلغ اجمالى حجم وارداتها من الحبوب فى 2000/2001 نحو 74 مليون طن، وهو ما يزيد بمقدار مليون طن عن العام الماضى. ويعزى ذلك، بصورة رئيسية، الى احتمال زيادة واردات العديد من البلدان الأفريقية. وتشير التقديرات الى أن بلدان العجز الغذائى ذات الدخل المنخفض، كمجموعة، تصل الى 9.5 مليار دولار، بزيادة 500 مليون دولار، أو 5 فى المائة، عن 1999/2000، ولكنها تقل كثيرا عن مستوياتها فى منتصف التسعينات عندما بلغت ذروة تناهز 17 مليار دولار. ومن المحتمل أن يؤدى الارتفاع، فى الآونة الأخيرة، فى قيمة الدولار مقابل معظم العملات الأخرى، الى ارتفاع تكاليف الواردات محسوبة بالعملات المحلية.